Skip to main content
القيادة

من يصنع قادة التغيير؟

By سبتمبر 3, 2025أكتوبر 15th, 2025No Comments

التغيير العظيم لا يولد في عزلة. قد يبدأ بشرارة صغيرة في قلب شاب، أو بحلم خافت في عقل شابة، لكنه لا يكتمل إلا حين تمتد إليه الأيدي، وتتشابك حوله العقول، وتُفتح أمامه الأبواب.

أحيانًا، يكون الشغف عظيمًا لكنه خافت. يحتاج إلى من يحميه من الانطفاء، وإلى من ينفخ فيه بثقة.

القيادة ليست هدية تولد مع الإنسان، ولا لقبًا يمنح بلا جهد. إنها رحلة طويلة، تُصقل بالخبرة والتجربة، وبالإرشاد الذي يحمي القائد من العثرات، ويمنحه شجاعة الاستمرار. كل قائد مر من هنا، يوجد معلم ساعده، تجربة صعبة شكلته، أو يد صادقة مدت له العون. لذلك، فإن القادة لا يصنعون أنفسهم وحدهم، بل تُصنع ملامحهم عبر محطات من الدعم والإيمان.

حين تجتمع العقول

التغيير يولد في دوائر التفاعل، في الصفوف التعليمية وورش العمل التي تمنح فرص التجربة، وفي المؤسسات التي تؤمن بقدرات أبنائها، أو في مجتمع يرى أن مستقبل الشباب جزء من مستقبله.

هكذا تتكامل الدوائر، التعليم يغرس البذرة، التدريب يصقلها، بيئة العمل تمنحها المساحة، والمجتمع يحتضنها، حين تجتمع هذه القوى يصبح الشاب ليس مجرد فرد، بل عقدة مضيئة من شبكة أوسع من الأمل والإمكانات.

أنتم شركاء الحلم

التغيير ليس مهمة فرد ولا حتى مؤسسة واحدة، بل هو حلم جماعي يحتاج إلى من يشاركه.

شركاء يرون في الشباب استثمارًا في الغد، لا عبئًا على الحاضر. شركاء يؤمنون أن بناء إنسان واحد قد يفتح بابًا لمجتمع بأكمله.

المهم أن تكون الشراكة صادقة، تصنع رحلة، وتشارك في الحلم.

في النهاية..

في قلب كل شاب شرارة قائد، قائد لأسرته ومحيطه، قائد في فريقه، أو قائد في مؤسسته. لكن هذه الشرارة وحدها لا تكفي، فهي بحاجة إلى نسمةِ ثقة، إلى يد تؤمن بها، وإلى عقول ترى فيها مستقبلاً يستحق أن يُبنى.

صنّاع التغيير لا يولدون بالصدفة، ولا يُصنعون في عزلة. هم نتيجة لقاءات، شراكات، إرشاد، وتشابك أيدٍ آمنت بإنسان قبل أن يكتشف هو نفسه قدرته.

وأجمل ما في الأمر أن كل واحد فينا قادر أن يكون جزءًا من هذه السلسلة، أن يشارك في صنع قائد، أو أن يمد شرارة لتضيء. لأن التغيير الحقيقي، في نهاية الأمر، ليس ما نصنعه لأنفسنا فقط.. بل ما نودعه في قلوب الآخرين.