Skip to main content
تطوير العقول

حين يكون اتخاذ القرار ضبابيًا… كيف تختار طريقك المهني بوعي؟

By أكتوبر 17, 2025نوفمبر 23rd, 2025No Comments

في مرحلة ما، يقف كل شاب أمام مفترق طرق: هل أقبل بهذه الوظيفة؟ هل أغيّر تخصصي؟ هل أبدأ مشروعي الخاص؟
الأسئلة كثيرة، والضباب كثيف. والقرار، مهما بدا بسيطًا، قد يُغيّر مسار الحياة.

لكن المشكلة ليست في كثرة الخيارات فقط، بل في الخوف من اتخاذ القرار “الخطأ”. في مجتمع يمر بتقلبات اقتصادية واجتماعية، يصبح اتخاذ القرار المهني تحديًا حقيقيًا، خاصة حين لا تكون الصورة واضحة، ولا الطريق ممهدًا.

القرار العاطفي أم القرار المدروس؟

في لحظات التوتر، نميل إلى اتخاذ قرارات سريعة، مدفوعة بالعاطفة أو الضغط. نرفض فرصة لأننا خائفون، أو نقبل عرضًا فقط لأننا يائسون، لكن القرار المهني يحتاج إلى أكثر من شعور لحظي. يحتاج إلى تقييم، إلى تفكير، إلى رؤية بعيدة المدى. القرار المدروس لا يعني التردد، بل يعني أن نأخذ وقتنا لنفهم السياق، لنُقيّم الخيارات، ولنُفكّر في العواقب. أن نسأل أنفسنا: هل هذا القرار يخدم أهدافي؟ هل يتماشى مع قيمي؟ هل يُقرّبني من الصورة التي أريد أن أكون عليها؟

وضوح الرؤية… نصف القرار

حين تكون رؤيتك واضحة، يصبح اتخاذ القرار أسهل. لأنك تعرف ما تريد، وما لا تريد.
لكن كثيرًا من الشباب لا يملكون هذه الرؤية، ليس لأنهم غير طموحين، بل لأنهم لم يُمنحوا فرصة للتأمل، أو لأنهم يعيشون في بيئة تُشجّع على السير مع التيار، لا على اختيار المسار.
وهنا، يصبح من الضروري أن تتوقف، أن تسأل نفسك: ما الذي يُهمني فعلًا؟ ما نوع العمل الذي يُشعرني بالرضا؟ ما القيم التي لا أريد أن أتنازل عنها؟
هذه الأسئلة لا تُعطيك الإجابة فورًا، لكنها تُضيء الطريق.

التردد والخوف من الفشل… عقبات طبيعية

الخوف من اتخاذ القرار ليس ضعفًا، بل جزء من التجربة الإنسانية. نحن نخاف أن نندم، أن نُخطئ، أن نُخيّب آمال من حولنا.
لكن القيادة تبدأ من القدرة على اتخاذ القرار، حتى في ظل الغموض. أن تقول: “أنا لا أملك كل الإجابات، لكنني سأجرب”، وأن تكون مستعدًا للتعلّم، حتى لو لم يكن الطريق مثاليًا.

خطوات عملية لاتخاذ قرار مهني واعٍ

ابدأ بتحليل الخيارات. لا تنظر فقط إلى العنوان أو الراتب، بل إلى طبيعة العمل، إلى البيئة، إلى فرص النمو.
ثم استشر من تثق بهم. لا تبحث عمن يُوافقك، بل عن من يُساعدك على رؤية الزوايا التي تغيب عنك.
جرّب إن استطعت. التدريب، العمل الجزئي، أو حتى التطوع، كلها طرق لفهم المجال قبل الالتزام الكامل.
وأخيرًا، قيّم التجربة. بعد كل قرار، اسأل نفسك: ماذا تعلّمت؟ هل اقتربت من رؤيتي؟ هل أحتاج إلى تعديل المسار؟

في “حنّان”، نؤمن أن القرار المهني ليس لحظة… بل رحلة

القيادة لا تعني أن تعرف كل شيء، بل أن تملك الشجاعة لتختار، وأن تتحمّل مسؤولية اختيارك، وأن تتعلّم من كل خطوة.

فلا تخف من الضباب. لأن الطريق لا يُضيء دفعة واحدة، بل خطوة بخطوة، حين تختار أن تمشي فيه بوعي.