تخيل أن تجلس في قاعة محاضرات واسعة، المقاعد ممتلئة، الكلمات تنهمر من المنصة لساعات طويلة… لكنك حين تنهض في النهاية، تجدُ نفسك كما كنت حين دخلت، بلا تغيير حقيقي، ولا أثر باقٍ.
هذا ما يحدث حين يُختزل التعلم في التلقين، فيبقى عابرًا لا يلامس القلب ولا يُشعل الفكر.
نحو فضاءات التعلم التفاعلي
لهذا كان علينا أن نعيد التفكير في شكل التعلم نفسه…
التعلم الحقيقي لا يقتصر على ما نسمعه أو ندونه، بل على ما نعيشه. فعندما يجتمع الشباب في بيئة تحتضن النقاش، وتسمح بطرح الأسئلة، وتفتح المجال للتجربة، يُصبح التعلم رحلة اكتشاف ذاتي واجتماعي في آنٍ واحد.
التعلم التفاعلي يعني أن نخرج من إطار المقاعد المتراصة إلى حلقات حوار، أن نستبدل السكون بالحركة، وأن نمنح الشباب مساحاتٍ آمنة للتجربة والتعبير. في تلك المساحات، يتعلمون أن القيادة لا تنتقل عبر شرائح عرض أو سطور نظرية، بل تنمو عبر التجارب المشتركة، الحوار العميق، والتفكير المستمر.
دور الإرشاد القيادي
لكن حتى التفاعل وحده لا يكفي إن لم يجد من يوجهه ويحتضنه…
هنا يأتي دور الإرشاد القيادي، الذي يقوم على إيمانٍ بأن القادة لا يُصنعون بالكلمات وحدها، بل بالعلاقات، علاقة المرشد بالمتعلم علاقة ثقة متبادلة، حيث يُفتح المجال للشاب ليرى ما لم يكن يراه في نفسه ويُمنح الشجاعة ليجرب، ويرافق وهو يتعلم من نجاحاته وإخفاقاته. أن يكون هناك من يصغي، من يرشد، من يضيء الطريق، دون أن يسلب حرية القرار أو يفرض قالبًا جاهزًا.
هي شراكة بين خبرة ماضية وشغف حاضر، تولد ثقة، وتكشف القدرات، وتُحرك عجلة التغيير.
في حنّان: بيئة تولد منها القيادة
وعندما ندمج التعلم التفاعلي بالإرشاد القيادي نخلق بيئة خصبة للتغيير الحقيقي. في حنان، نؤمن أن القيادة تُكتسب من التفاعل الحي، ومن الثقة التي تولد من علاقة إنسانية صادقة، ومن الجرأة التي تُمنح حين يشعر الشاب أن هناك من يؤمن بقدراته.
لهذا نحرص على أن تتضمن برامجنا وسائل تعليمية متنوعة إلى جانب المحاضرات، تجارب عملية وتفاعلات مباشرة.