Skip to main content
القيادة

هل نُعِدّ الشباب للعمل أم نُعِدّهم للتغيير؟

By سبتمبر 17, 2025نوفمبر 23rd, 2025No Comments

هل غايتنا من إعداد الشباب أن ندمجهم في سوق العمل فحسب؟ أم أن دورنا أعمق من ذلك، لنفتح أمامهم آفاقًا أوسع ليصبحوا قادة مبادرين يغيرون مجتمعاتهم؟ اليوم، تتوفر برامج تدريبية كثيرة تركز على المهارات التقنية، لكنها غالبًا تنظر إلى الشاب بوصفه موظفًا مستقبليًا، لا صانع تغيير محتمل. هنا يمكن الفارق الجوهري، التدريب المهني هو البداية، أما التغيير فهو المسار.

وهم الاكتفاء: “لماذا أحتاج تدريبًا؟”

نصادف الكثيرين ممن يظنون أنهم في غنى عن التدريب. ربما لأنهم يملكون خبرة سابقة، أو لخشيتهم من التغيير، الحقيقة هي أن التمكين ليس بالضرورة اعترافًا بالنقص، بل شجاعة للاستمرار في النمو. الفارق بين من يعرف ومن يطبق، بين من يكرر أداءً اعتياديًا ومن يطور نفسه باستمرار، هو الفارق بين فرد عادي وقائد مبادر.

الخطوة أولى

التدريب المهني يزود الشباب بالمهارات التي تؤهلهم للوظيفة، وهو عنصر أساسي لتقليل البطالة وتحسين الإنتاجية. لكنه وحده لا يكفي لخلق الأثر. تخيل شابين يمتلكان المهارات ذاتها، أحدهما يكتفي بأداء المهام، والآخر يسأل نفسه: كيف بوسعي إضافة قيمة لمجتمعي؟ الأول موظف جيد، لكن الثاني قائد في طور التشكل.

من المهارة إلى الرسالة

التمكين لا يُعلمك فقط ماذا تفعل، بل يعلمك لماذا تفعل، وكيف تحدث فرقًا. إنه يزرع الذكاء الاجتماعي، الجرأة، والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين. لهذا نجد كثيرًا من الشباب يفقدون شغفهم بعد التوظيف، لأنهم لم يُدربوا على الغاية، بل على الأداء فقط. بينما هناك قصص ملهمة لشباب بدأوا بأبسط المهن، لكنهم تحولوا إلى شخصيات مؤثرة حينما صقلوا وعيهم المجتمعي.

كيف نصنع مسارات للتغيير؟

نؤمن في حنّان أن التدريب الحقيقي يحدث في بيئة حية تدمج المهارة مع المواقف والقيم والقيادة. يمكن أن يتحقق هذا عبر معسكرات تدريبية تخلق مساحات للتعلم العملي والتحدي، أو تجارب تطوعية تربط الشباب بقضايا مجتمعهم، أو برامج تعاونية تعزز روح المبادرة والعمل الجماعي. أو حلقات حوارية تنمي التفكير النقدي والقدرة على التعبير، من خلالها تتكون لحظات واقعية تشكل وعي الشباب، ويكتشف منها رسالته.

التوظيف هو نقطة الانطلاق، لكن التغيير هو الرحلة الأعمق. نحن نحتاج إلى أكثر من شباب يندمجون في المنظومة، نحتاج إلى من يعيدون صياغتها. وفي كل شاب من شبابنا طاقة كامنة، تنتظر من يشعلها، لا بأوامر أو تعليمات، بل بمرافقة ودعم وإيمان.

السؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم: هل نريد أن نعد موظفين جيدين، أم قادة مبادرين يصنعون الغد؟