كثيرٌ من الشباب السوري حديثي التخرج أو أولئك الذين بدأوا للتو دخول سوق العمل يواجهون تحديًا كبيرًا عند استلام أول عرض عمل رسمي. الشعور بالحماس، والرغبة في الانطلاق نحو المستقبل، قد يجعلان قراءة العقد الوظيفي تبدو خطوة معقدة أو مرهقة. فالعقود غالبًا ما تُكتب بلغة رسمية، وتحتوي على بنود قد تبدو صعبة الفهم، مما يجعل الكثيرين يوقّعون عليها دون التمعن في التفاصيل. لكن، مع النهضة الجديدة التي تعيشها البلاد، أصبح من الضروري أن نكون أكثر وعيًا بحقوقنا وواجباتنا، لأن العقد ليس مجرد ورقة بل هو أساس علاقتك مع الشركة وضمان لحقوقك المستقبلية.
ما يجب الانتباه إليه في العقد الوظيفي
- الوصف الوظيفي والمسؤوليات: تأكد من أن مهامك محددة وواضحة لتجنب تحميلك مسؤوليات إضافية غير متفق عليها.
- مدة العقد وفترة التجربة: تحقق من مدة العقد، وهل يوجد فترة تجربة؟ وما الشروط المرتبطة بها؟
- الراتب والتعويضات: تأكد من تفاصيل الراتب، مواعيد الدفع، والحوافز أو البدلات إن وجدت.
- ساعات العمل والإجازات: راجع عدد ساعات العمل الأسبوعية، وأيام الإجازة السنوية والرسمية.
- سياسة إنهاء العقد: افهم جيدًا متى وكيف يمكن إنهاء العقد من الطرفين، وما هي الإجراءات أو التعويضات في هذه الحالة.
- السرية وعدم المنافسة: انتبه لأي بنود تلزمك بعدم العمل في شركات مشابهة أو تمنعك من استخدام خبرتك لاحقًا.
أبرز الأخطاء التي يقع فيها الشباب
- عدم الاستفسار عن البنود غير المفهومة أو الغامضة.
- عدم الاستفسار عن البنود غير المفهومة أو الغامضة.
- الاعتماد على الوعود الشفهية دون توثيقها في العقد.
- عدم الاستفسار عن البنود غير المفهومة أو الغامضة.
- تجاهل البنود المتعلقة بإنهاء العقد أو شروط المنافسة.
- الخجل من السؤال خوفًا من الظهور بمظهر الجاهل أو المتطلب.
- الثقة العمياء اعتقادًا أن جميع الشركات تتسم بالنزاهة الكاملة.
- التسرع لقبول عرض العمل بسبب ضغوط البطالة.
نصائح قبل توقيع العقد
- اقرأ العقد بهدوء وخصص له وقتًا كافيًا بعيدًا عن ضغوط التوظيف.
- دوّن أي بند غير واضح واسأل عنه مسؤول الموارد البشرية.
- اطلب نسخة من العقد لدراستها أو استشارة شخص موثوق أو خبير إذا لزم الأمر.
- تأكد من أن جميع الاتفاقات الشفهية مدونة في العقد.
- احرص على وجود توقيع وختم الشركة على جميع صفحات العقد.
عواقب إهمال قراءة العقد
قد يؤدي إهمال قراءة العقد أو عدم فهم بنوده بشكل دقيق إلى التورط في وظيفة لا تتوافق مع تطلعاتك أو مؤهلاتك، حيث قد تُكلف بمهام لم تكن ضمن نطاق اتفاقك الأصلي. كما أن عدم الانتباه إلى التفاصيل المالية في العقد قد يؤدي إلى فقدان حقوق مهمة مثل مكافآت العمل الإضافي أو بدلات السفر، مما يؤثر سلبًا على دخلك واستقرارك المالي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه مشاكل قانونية مستقبلية إذا انتهكت بنودًا لم تنتبه إليها، كشرط عدم المنافسة الذي قد يقيّد فرصك الوظيفية ويمنعك من الانتقال إلى شركات أخرى في نفس المجال لفترات طويلة. كما يمكن أن تُلزم بدفع تعويضات كبيرة في حال الاستقالة المفاجئة، مما يشكل عبئًا ماليًا ونفسيًا عليك.
كل هذه العواقب تجعل من الضروري أن تقرأ العقد بعناية، وتفهم كل بند، وتستفسر عن أي نقطة غير واضحة قبل التوقيع، حتى تحمي حقوقك وتضمن مستقبلك المهني بثقة وأمان.
إن قراءة العقد الوظيفي وفهمه جيدًا ليس أمرًا ثانويًا، بل ضرورة لحماية مستقبلك وضمان حقوقك. كن واعيًا، وخذ وقتك في مراجعة كل بند، ولا تتردد في الاستعانة بذوي الخبرة. شارك هذا المقال مع أصدقائك وزملائك ليكون وعيك بداية لتغيير ثقافة التعامل مع العقود في مجتمعنا، ولنبني معًا مستقبلًا مهنيًا أكثر أمانًا وشفافية.
