Skip to main content
تطوير العقول

كن أوعى قبل تصديق الخبر

By أكتوبر 8, 2025نوفمبر 23rd, 2025No Comments

بين سيل الأخبار ودوامة الشائعات

نعيش اليوم في زمن يفيض بالأخبار من كل حدب وصوب، لم تعد شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد وحدها مصدرنا للمعلومات، بل صرنا محاطين بمنصات لا تُعد ولا تُحصى. صار كل واحد منا، دون استثناء، مستقبلًا ومُرسِلًا للخبر في آنٍ واحد. في دقائق، ينتشر الخبر كالنار في الهشيم، يصل حتى لمن لا يريد أن يسمعه. في هذا الزحام، تضيع الحقيقة أحيانًا، وتعلو أصوات الشائعات، حتى كدنا ننسى قيمة التثبت والتأكد.

أخطار مشاركة الأخبار دون تحقق

كم من جدلٍ اندلع بسبب خبرٍ كاذب، وكم من فتنةٍ أشعلتها شائعة لا أصل لها! الخطر الأكبر ليس في نشر المعلومة المغلوطة فحسب، بل في سرعة انتشارها وتأثيرها السلبي على الأفراد والمجتمع. قد تظهر الأخبار أحيانًا في قوالب رسمية أو تبدو موثوقة، لكن سهولة فبركتها اليوم تفرض علينا وقفة تأمل ومسؤولية مضاعفة قبل نشر أي خبر أو تداوله.

لماذا يجب أن نتحقق من الأخبار؟

التسرع في تصديق ونشر الأخبار دون تحقق قد يؤدي إلى نشر الذعر، أو الإساءة لأشخاص أبرياء، أو حتى إشعال صراعات في المجتمع. دوركم كشباب واعٍ ومسؤول لا يقتصر على استهلاك الأخبار، بل أنتم اليوم صُنَّاع رأي ومؤثرون في محيطكم، وأنتم خط الدفاع الأول ضد الإشاعة والتضليل.

خطوات بسيطة لتمييز الحقيقة عن الشائعة

  1. تحقق من المصدر: اسأل نفسك: من نشر هذا الخبر؟ هل هو موقع إخباري موثوق، أم حساب غير معروف؟ المصادر الرسمية أكثر مصداقية، لكن حتى عندها يجب التأكد من وجود إعلان رسمي أو بيان واضح.
  2. ابحث عن الخبر في أكثر من مصدر: لا تعتمد على مصدر واحد فقط. ابحث في مواقع إخبارية مختلفة أو على صفحات الجهات المختصة.
  3. دقق في التفاصيل: هل توجد تفاصيل واضحة (زمان، مكان، أسماء) أم أن الخبر عام وغامض؟ الشائعات غالبًا ما تفتقر للتفاصيل الدقيقة.
  4. انظر إلى تاريخ النشر: قد يتم تداول أخبار قديمة على أنها جديدة، ما يسبب لغطًا وبلبلة.
  5. انتبه للغة المستخدمة: الأخبار الحقيقية تميل إلى الموضوعية، أما الشائعات فغالبًا ما تستخدم لغة مثيرة للمشاعر أو التهويل.
  6. استعن بمواقع التحقق: هناك منصات متخصصة في التحقق من الأخبار على الإنترنت، ابحث عن الخبر فيها قبل مشاركته.

رسالة لكل شاب وشابة سورية

أنتم مستقبل سوريا وعقلها الواعي. مسؤوليتكم اليوم أن تكونوا مثالًا في الوعي والتروي، لا تكونوا أداة لنشر الشائعات دون قصد، بل كونوا سدًا منيعًا في وجه كل خبر ملفق. تذكّروا أن مشاركة الخبر مسؤولية، وأن كلمة واحدة قد تشعل جدلًا أو تثير فتنة. فلتكن مساهمتكم نشر الوعي والثقة لا الشك والارتباك.

كن واعٍ قبل أن تُشارك

في عصر لا يتوقف عن التطور، وتضاعف فيه مصادر الأخبار، تصبح الحاجة إلى التحقق أكبر من أي وقت مضى. لا تدع الحماس أو الفضول يدفعك لمشاركة كل ما يصلك. درب نفسك على التأني، واسأل دائمًا: هل هذا الخبر صحيح؟ هل يستحق أن أنشره؟ واعلم أن التثبت ونشر الحقيقة هما أهم ما يمكن أن تهديه لمجتمعك ووطنك.