Skip to main content
تطوير العقول

ليست كل وظيفة أولى هي وظيفة الأحلام، لكنها بداية الطريق

By أكتوبر 2, 2025نوفمبر 23rd, 2025No Comments

بين جدران الجامعة، ترسُم مخيلتنا صورًا براقة عن المستقبل. نرى أنفسنا في وظائف الأحلام، نحقق الإنجازات، ونحصد التقدير. نتخيل دروبًا ممهدة، وأبوابًا مفتوحة، وحياة مهنية تبدأ من القمة. لكن، ما أن نخطو الخطوة الأولى خارج الحرم الجامعي، نصطدم بواقع جديد لم نكن مستعدين له.

صدمة أولى وخيبة أمل

لا شيء يحضّرنا حقًا لتلك اللحظة التي نجد فيها أنفسنا أمام وظائف لا تحمل بريق أحلامنا. ربما تكون بيئة العمل صعبة، أو المهام روتينية، أو الراتب أقل من التوقعات. وتبدأ الأسئلة تدور في أذهاننا: “هل هذا ما سعيت من أجله؟ هل يستحق كل ذلك العناء؟”. الإحباط شعور طبيعي في هذه المرحلة، والمقارنة مع الزملاء تزيد من وطأته. لكن هذه المشاعر ليست دليل ضعف، بل جزء أساسي من تجربة بناء الذات.

أول وظيفة ليست حتمية، بل هي البداية

قد تبدو أول وظيفة بعيدة عن الطموح، لكنها غالبًا ما تكون الحجر الأساس لمسارك المهني. ليست وظيفة الأحلام شرطًا لتكون بداية قوية؛ بل المهم أنها منحتك الدخول إلى عالم العمل الحقيقي. كل تحدٍّ تواجهه، وكل مهمة تؤديها، هي درس صغير يضيف إلى خبرتك، حتى وإن لم تدرك ذلك فورًا.

اكتساب الخبرة والتعلم من أي عمل

كل عمل، مهما بدا بسيطًا أو غير مُلهم، يحمل في طيّاته فرصًا للتعلم وتطوير الذات. التعامل مع فريق متنوع، إدارة ضغوط الوقت، أو حتى مواجهة سوء التنظيم… كلها مهارات لا تُدرّس في القاعات الدراسية، لكنها تتشكل مع الأيام في بيئة العمل. قد تكتشف في نفسك قدرات لم تكن تعرفها، أو تكتشف مجالات اهتمام جديدة تغير مسارك للأفضل. هكذا تُبنى الخبرة حجراً فوق حجر.

كيف تتعامل مع الإحباط وتتبنى عقلية إيجابية؟

الإحباط ليس نهاية الطريق، بل وقود يدفعك للاستمرار والتطوير. من المفيد أن تمنح نفسك الوقت لتشعر، ثم تبدأ في تحويل المشاعر السلبية إلى طاقة بنّاءة. دوّن إنجازاتك الصغيرة، واحتفل بها. تحدّث مع من سبقوك في التجربة، ستكتشف أن مسارات النجاح نادراً ما تكون مباشرة. ركّز على ما تكتسبه من مهارات وخبرات، لا على ما تفتقده. تذكّر أن كل تحدٍّ هو فرصة للنمو، وأن الفشل المؤقت لا يحدد مستقبلك.

الطريق المهني رحلة مستمرة

من الضروري ألا تجعل من أول وظيفة مقياسًا لطموحاتك أو نهاية لأحلامك. المسار المهني أشبه برحلة طويلة تتخللها محطات صعود وهبوط، اكتشافات ذاتية ولحظات نضج. استثمر في كل تجربة، وتعلم من كل موقف، وامضِ قدمًا بثقة ويقين أن البدايات ليست سوى الخطوة الأولى في رحلتك نحو الذات التي تطمحُ إليها.